من رأى الله عز وجل من المؤمنين في منامه بلا كيف ولا كيفية مثل ما ورد في الأخبار يدل على أنه تعالى يريه ذاته يوم القيامة وتنجح حاجته.
ومن رآه وهو قائم والله تعالى ينظر إليه دائماً على أن هذا العبد يسلم في أمر ويكون في رحمة الله تعالى، فإن كان مذنباً ينبغي أن يتوب.
ومن رأى: الله تعالى وهو يتكلم معه يدل على أن هذا العبد يكون عند الله عزيزاً لقوله تعالى " وقربناه نجيا ".
ومن رأى: أن الله كلمه من وراء حجاب يدل على زيادة ماله ونعمته وقوة دينه وأمانته.
ومن رأى: أن الله كلمه لا من وراء حجاب يدل على وقوع الخطاب عليه لأجل الدين لقوله تعالى " وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء الحجاب " وهذه الرؤيا باطلة لانقطاع الوحي بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم.
ومن رأى: أنه يتكلم مع الله تعالى من غير حجاب فإنه يؤول بحصول خلل في دينه لقوله تعالى " وما كان لبشر أن يكلمه الله " الآية.
ومن رأى: أن الله تعالى يعظه يعمل عملاً يكون لله فيه رضا لقوله تعالى " يعظكم لعلكم تذكرون ".
ومن رأى: أن الله تعالى بشره بالخير يدل على أن الله تعالى راض عنه.
ومن رأى: أن بشره بالشر يدل على أن الله تعالى غضبان عليه فليتق الله ويحسن أفعاله.
ومن رأى: أنه قائم بين يدي الله تعالى ناكساً رأسه يدل على أنه يصل إليه ظالم لقوله تعالى " ولو ترى إذ المجرمون ناكسوا رءوسهم عند ربهم ". وقيل من أعطاه الله تعالى شيئاً في منامه سلط الله البلاء والمحنة على بدنه في الدنيا.
ومن رأى: الله تعالى ورأى من يخبره يقع له حاجة عند أحد من الناس ويكون قضاؤها على ما تكون الرؤيا له.
ومن رأى: أن الله تعالى نزل على أرض أو مدينة أو قرية أو حارة ونحو ذلك يدل على أن الله تعالى ينصر أهل ذلك المكان ويظفرهم على الأعداء، فإن كان فيها قحط يدل على الخصب، وإن كان فيها خصب زاد الله خصبها ويرزق أهلها التسوية.
ومن رأى: أن الله تعالى نور وهو قادر على وصفه فإنه يدل على أن الله تعالى سماه باسم آخر يحصل له شرف وعظمة.
ومن رأى: أن الله قال له تعال إلى يدل على قرب أجله.
ومن رأى: أن الله تعالى غضب على أهل مكان يدل على أن قاضي ذلك المكان يميل في القضاء وأنه يظلم الرعية أو عالمه يكون غير متدين، وإن كان الرائي سارقاً سقطت رجله ويدل على أن الرائي يكون مذنباً أيضاً ولائقاً بالعقوبة ويقع في ذلك المكان بلاء وفتنة.
ومن رأى: أن الله تعالى على صورة رجل معروف يدل على أن ذلك الرجل قاهر وعظيم.
ومن رأى: أن الله تعالى في المقابر يدل على نزول الرحمة على تلك المقابر.
ومن رأى: أن الله تعالى على صورة وهو يسجد لها فإنه يفتري على الله تعالى.
ومن رأى: أنه يسب الله تعالى يكون كافراً بنعمة الله تعالى وساخطاً لقضائه وحكمه.
ومن رأى: أن الله تعالى جالس على سرير أو مضطجع أو نائم أو غير ذلك مما لا يليق في حقه جل وعز ويدل على أن الرائي يعصى الله تعالى ويصاحب الأشرار.
وقال جعفر الصادق رضي الله عنه: رؤيا الله تعالى في المنام تؤول على سبعة أوجه: حصول نعمة في الدنيا وراحة في الآخرة وأمن وراحة ونور وهداية وقوة للدين والعفو والدخول إلى الجنة بكرمه ويظهر العدل ويقهر الظلمة في تلك الديار ويعز الرائي ويشرفه وينظر إليه نظرة الرحمة.
وقال أبو حاتم: سألت محمد بن سيرين أي الرؤيا أصح عندك ؟ قال: أن يرى العبد خالقه بلا كيف ولا كيفية.
ومن رأى: الله عز وجل وهو يعانقه أو يقبله فاز بالأمر الذي يطلبه ونال من حسن العمل ما يرغبه.
ومن رأى: أنه أعطاه شيئاً من أمور الدنيا فإنه يصيبه أسقام.
ومن رأى: أنه وعده بالمغفر أو بشره أو غير ذلك فإن الوعد يكون على حكمة لقوله تعالى " قوله الحق ".
ومن رأى: أنه يفر من الله تعالى وهو يطلبه فإنه يحول عن العبادة والطاعة أو يعتق والده إن كان حياً أو يأبق من سيده إن كان له سيد.
ومن رأى: أن الله سبحانه وتعالى يهينه يكون ذا بدعة فليتق الله سبحانه وتعالى لقوله تعالى " يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه " الآية.
ومن رأى: الله سبحانه وتعالى على غير ما ذكرنا جميعه يكون نوعاً مفرداً مما يوافق الشريعة فهو خير على كل حال.
ومن رأى: كأنه قائم بين يدي الله تعالى والله ينظر إليه، فإن كان من الصالحين فليحذر الله تعالى لقوله تعالى " يوم يقوم الناس لرب العالمين ".
ومن رأى: كأنه يكلم الله من وراء حجاب فإنه يحسن دينه، وإن كان عنده أمانة أداها، وإن كان ذا سلطان نفذ أمره.
ومن رأى: أن الله سبحانه وتعالى حاسبه أو غفر له ولم يعاين صفة لقى الله في القيامة كذلك.
ومن رأى: أن الله تعالى ساخط عليه فإنه عاق لوالديه فليستغفر لهما، وربما يسقط من مكان رفيع لقوله تعالى " ومن يحلل عليه غضبي فقد هوى ".